الأحد، 20 ديسمبر 2009

فى يوم مولدى .. " إلى حادى رَكْبى" ..

حين قررت أن أكتب شيئاً فى ذكرى يوم مولدى الذى لا اعرف الى الان اهى ذكرى سعيده ام غير ذلك؟ .. فكرت أن أ تناول هذا الحدث بشىء من الاختلاف نوعاً ما ... فقدراً صادف الاسبوع والعام الذى ولدت فيه انطلاقه حماس الاولى والآن وبعد مُضى اثنين وعشرين عاماً اجد نفسى احتفل معها بانطلاقتها واحتفل مع نفسى بأنطلاقتى ايضاً الى هذه الدنيا ..

كما ساقت الأقدار أيضاً أن يكون يوم مولدى هو ذاك يوم الهجره النبويه هذا العام 18/12 .. وهنا حدث لى حيره من أمرى ءأكتب شيئاً يجمع بين انطلاقتى إلى دنيا وكذا انطلاقه حماس إلى النور .. أم اكتب عن مصادفه * ميلادى مع يوم ميلاد جديد لدعوه الاسلام ام عن ماذا اكتب ..


ولكنى قررت أن أكتب شيئاً مختلفاً عن هذين الموضوعين وإن كنت حتماً سوف اتناول احدهما او كلاهما فى موضوعات قادمه إن شاء الله .. قررت أن اكتب عن أكثر موقف او اكثر لحظه او اكثر شخص اثر فى هذا العام واهدى له هذه الكلمات فإن بحثت فى دفترى السنوى عن ما يستحق الكتابه عنه فلن اجد "غيرهُ" احق بالكتابه ..

إنه ذاك الرجل الذى تعرفت عليه منذ حوالى 3 سنوات كان حينها بالكاد يتذكر اسمى .. ولكن مع محاولاتى الدائمه للتعرف عليه وبعد اشهر عده أخيراً تبادلنا التعارف ... وكانت محاولاتى الدائمه للتعرف عليه بدافع داخلى عفوى لم ادركه الا بعد هذه السنوات الثلاث .. فإنه ذلك الأخ القمحى البشره ذو الشعر الاسمر الذى يعلوه بعضاً من اللون الابيض مُكسب صاحبه وقاراً ... ذلك الرجل "الكلاسيكى الملبس دائماً ".. منمقاً ذو ذوق ملحوظ .. هادىء الابتسامه كالموناليزا هادىء الصوت الذى يصحبه بحهُ تترك فى أُذنك نغمه تميزه عن غيره .. كما تجد فى عينه النظره التى تحمل الغازاً بالكاد تستطيع ان تفك شفرتها ... كل هذا كان يجعلنى شغف بأقتحام سور هذا الاخ ومعرفه من هو أكثر واكثر ..

وللصراحه لم يدلنى احداً على كل تساؤلاتى، إلى أن ساق الله لى فرصه لم ادرك الى الان كيفيه اتيانها .. فبعد حوالى عامين من من اول تعارف لى بهذا الاخ .. وجدت نفسى ضمن احدى فرق العمل الدعويه الخاصه بمؤسسه دعويه معينه وما كانت الا اسابيع قليله حتى عرفت ان هذا الاخ هو قائد سنفونيه هذا العمل الدعوى بل قائد لهذه المؤسسه الدعويه التى تحمل من الافرع والمسؤليات ما إن تنأى العُصبه بحملها ...وكانت هُنا دهشتى الكبرى .. فلم اتخيل يوماً إنه هو هو من يقوم بهذا العمل عن غيره من الاخوان دائمى التحدث ودائمى الظهور ..ــ فعلاً كان اخر من يمكن ان افكر بهم ــ ..ـ وهنا بدأت تتغيرت نظرتى لماهيه العمل الدعوى واختيار افراده ـ..

وبدأت مسيرت عملى فى هذه اللجنه وبدأت علاقتى به تزداد يوماً بعد يوم .. اكتشف فى جوانب شخصيته ما يجعل اعجابى وحبى له يزدا زياده مُطرده .. فكان هو نِعْمَ المُعلم الصامت ... ــ يشهد الله ان فى هذا العام ما تعلمت دعوياً بهذه الدرجه إلا من هذا الرجل ــ ... كان فى صمته حديث وفى سكناته حركه وفى نظراته توجيه .. نِعْمَ الاخ الذى مثل حقاً صفات الاخ المسلم .. ونعم من تعلمت ورأيت منه اركان بيعتنا المباركه بإصولها العشرين ... ليس تعلم الكتائب والمعسكرات الدعويه الجافه والنظريه بل تعلم التنفيذ والواقع ..

مثالاً حياً امامى لرجل الدعوه الذى نفتقده ... رأيت فيه ما كنت أقرأ عنه فى كتب اخواننا من الرعيل الاول ... ولذلك كان تمسكى به وبأستغلال أى فرصه للحديث معه فهو الرجل الذى أبحث عنه وهو ذاك الرجل الذى اتمنى أن اجد له من الاخوان مئه مثله قولاً وعملاً .. وإذا وجدناهم اكاد أُجزم بتغير خريطه الدعوه على الاقل فى بلدنا او محافظتنا ولا أُبالغ إذا قلت فى القُطر ...

أتذكر كل مره جلست معه فيها .. ما ترك مجلساً قط إلا وزع لى فيها قيمه أو لفت نظرى فيها إلى شىء جديد كنت أجهله ... كأنه يعرف ماذا أُريد ! كان يناقشنى فى كل مره عما اريد الإستفسار عنه أو الكلام فيه .. كان فى كل مره يُزيل عندى شبهه أو يؤكد لى على فضيله معينه ومعنى .. كان وكأنه يعرف ما فى قلبى فيلمسه وفى عقلى فيُقومه .. كنت أحبهُ وهو يوجه لى رسائل بصوره غير مباشره اثناء الحديث فى اسلوب دعوى حانى ..

تقريباً تكلمنا فى كل شىء كان يراه بعض الإخوه خطاً أحمر لا يحق التكلم فيه ، ولكنه استطاع استيعابى كما استطاع توجيهى وإقناعى كلٍ بحجته ودليله رأيت معه ركن الفهم بأوسع مدى له والتجرد والاخلاص والعمل النقى بما تحمل الكلمات السابقه من معانى غيرُ مبالغاً .. فكان مدرسةً للمعانى بالنسبه لى


.من خلال بعض افعاله وجدت فيه الأبن البار الحانى حين كان يُكلم والدته بكل حنيه وحب هاتفياً حين تأخر ليلاً "وكان سبب التأخير هو انا" .. فكان معى فى نقاشاً الى الساعه الواحده واربعين دقيقه بعد منتصف الليل يحاول ـوكعادته ـ إزاله شبهاتى والإستماع إلى شكواى ..

كما وجدت فيه الأب المهذب ذو العقليه المتفتحه مع إبنه "ن".. وهو يحاوره أو يأخذه بعد آداء صلاه الفجر الى التمرين**. فكان شديد الاقتناع بوجوب ممارسه الرياضه للاخ المسلم ..وجدت فيه الأخ اللين فى يد اخوانه بالرغم من إدارته الحازمه ولكن كان يجمع بين اللين والشده بكل إحترافيه ..

كما وجدت فيه الأخ المُدرك للواقع الدعوى بكل ما يحمل من سلبيات قبل الايجابيات وكيفيه تعامله مع هذا الواقع بكل ايجابه ومحاوله تعويض النقص دون كلل او ملل .. وجدت فيه قائداً مميزاً فى إدارته لهذه المؤسسه بكل ما تحمل من مثبطات من قبل بعضاً من افرادها وكيفيه تداركه لها واخراج العمل بالشكل المطلوب او اكثر من الشكل المرجوا منه ..

وجدت فيه الاخ المنصت للصغير والكبير آخذا الرأى والمشوره ومطبقاً لها ومشجعاً عليها .. وجدت فيهاً اخاً مستوعباً لجميع اخوانه ومشجعاً لهم .. وجدته غير مستكبراً للتعلم من غيره وان كان اصغر منه .. وجدته اخاً عنده غَيره على دعوته وأخوانه بصوره تضاهى كل وصف لرجل مخلصاً لدعوته .. وجدته جندياً بما تحمل الجنديه من كلمه ...
اخى واستاذى ومُعلمى .. علمتنى دون ان تشعر ما لا تستطيع هذه الصفحات من حمله كتابتاً فكنت وما زلت مُعلمى الصامت .. فأنت ولا شك "حادى رَكْب " هذه المؤسسه الاخوانيه وانت وما زلت "حادى رَكْبى " .. إنه " د/ م "




يا حادي الركب في درب العلا شرُفتْ .. بك المعالي ودرب الدين متصلُ
لم يثنِ سيرك في البيداء ذو ظفـــــر .. ولا ثنى العزم لا يأسٌ ولا مـــلل
ســـر فالمطايا بها شوقٌ يسيّرها .. وفي النفوسِ أزيز الشوق يشتعــلُ
سر في رحابٍ إلى الرحمن ما بقيتْ .. بك السنون وما أبقى بك الأجل
سر واطّرح كلَّ أرزاء الهوى، فلنا .. يلوحُ في سبسب الديجورة الأملُ
لا تهمل العيس دعها فهي جامحةٌ .. ما صدّها في المسير الوهنُ والكللُ
يا حادي الركب ما كلّت عزائمنا .. ولا تولّت بنا الأهواء والمللُ
فليس إلا هدى الرحمن غايتنا .. وليس إلا الذي قالت لنا الرسلُ

ليست هناك تعليقات: