الجمعة، 11 سبتمبر 2009

على خُطى تدوينه مقدسيه

هزت أعماقى ولا انكر انها نكأت جرحا لم يندمل بعد... استثارت عندى مشاعر تربت بداخلى منذ طفولتى وأفكار تأتينى دوماً منذ ادراكى لما يجرى حولى .. وحماسه متصاعده منذ وعى بالقضيه . وحركه دائمه ونشاط منذ إيمانى بها وسيف حاد النصلين بعد تحولها لعقيده عندى

.. صاحبه شراره بدئى فى الكتابه هى (عاشقه الاقصى) كما تحب ان تسمى نفسها و( د/ ولاء رزق ) كما تناديها صويحاباتها .. تكلمت عن القدس بكلمات اعجز رغم حبى له بأن انتج مثلها ..ــ فقد تكون قد شعرت بما لم اصل اليه بعد فى عشق المسجد الاقصى ــ

... كانت نبره الالم والحزن أكاد أسمعها من خلال سطور مقالها واكاد ارى دموع من يقرأ من خلال بعض التعليقات عليه .. ..تجولت بين اسوار الاقصى الباكى على حال امته وترابه الذى يصرخ منادى من لىّ اليوم؟ .. واشاركها شعورها واحسساسها ولا أريد الخوض فى البكاء او العويل عليه "وان كان بكاء الدنيا وعويله "لا يقدر على ان يصف الواقع ... ولا اريد الوقوف على أطلال الماضى فقد توقف عنده الكثير وماتوا وهم وقوف هناك ولم يتحركوا

.. فإن كان من بكاءً فيحب ان يكون عليينا وان كان من نحيبٍ فيجب ان يكون على ما فعلناه او ما اجرمناه فى حق المسجد الاقصى .. لا أريد هنا جلد الذات او ان أنمى لدى اخواننا الاحساس بعقده الذنب فقد لا يرروق للكثير ذلك .. ولكن اذا تجولنا بين اسواره المسجد الاقصى اليوم حاول ان تضع اذنك على جوانبه وتتلمس بيدك حوائطه وتتطأ بقدمك ترابه وحصاه .. اتشعر بما يقول لك ؟؟.. اتشعر بما يهمس فى اذينك على استحياء ؟؟.. اتشعر بما تحاول ملمس جدرانه ان توحى إليك .. اتسمع اجراس كنيسه القيامه صدقاً .؟؟ ترى ماذا جال بخاطرك عندما سمعت اجراسها .. اتسمع المؤذن وهو يصدح بالاذان هناك الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله ... ؟؟ هل يمكنك وصف ما وقع هناك بل هنالك فى قلبك ؟؟ انظرت بتدقيق فى وجوه المقدسيون هناك ؟؟.. ترى ماذا يقع فى قلبك وانت ترى وجوههم التى عليها رُسمت مجرى لدموعهم من حزنهم عليه ؟؟ .. اتدرى كم من المرات تم تفتيش هذه السيده العجوز ــ التى تدعوا الله باكيتاً هناكـ ــ بمهانه قبل ان تدخل ساحه المسجد ؟؟ اتحصى كم من المضايقات التى تعرضت لها قبل دخولها حرمه ؟.. ارأيت الولدان الصغار هناك وهم يلهون فى باحاته انظر فى وجوهم تدقيقاً.. توقع ماذا ينتظر هؤلاء من مستقبل اهى جنات الارض ام اشواكها ؟؟ اتشعر بذلك كله ؟؟ .. ثم هل يمكنك ان تحدثنى بمجمل ما شعرت به وحدثت به نفسك وانت فى هذه الجوله الخاطفه ؟؟ هل تمتلك الاجابه على ما فات و اوهل يمكن ان تقولها دون تعلثم منك فى كلماتك لعلك لا تتعلثم امام الله وانت تُسئل عنه .. اترك الاجابه لك تجيبها وحيدا مع نفسك

.. .. واعتقد ان من يملك الاجابه على هذه هو نفسه من يملك حلاً او بعض حل لهذه القضيه والسبب فى اعتقادى بسيط..هو ان من احس بهذه المواقف من سويداء قلبه لا اعتقد ان عيناه تستطيع ان تغفل يوماً لنوم هانىء دون ان يقرر الدخول فى حل القضيه او ان يكون جزءً منها .. فكم منا بكى وصاح وكم منا كتب لمجرد الكتابه وكم منا تكلم ( لمصادفه )ذكرى احتلال او ذكرى حريق للمسجد .. وكم منا صمت ولم يتكلم اصلاً وما بين الصمت والبكاء كادت القضيه ان تندثر حلاً وتنفك عروه عروه بسبب الوقوف على اطلالها ..وبالكاد ان ترى حلاً يأتى به من تبقى فى قلبه حباً لمسرى نيبيه الاكرم ولأننا ظننا انفسنا ممن تبقى لهم من حب مسجدهم شىء احاول ان اذكر اخوانى ببعض حقوق مسرى نبينا علينا ..واحاول تفنيد بعض اشباه الحلول فلعلها تصيب فى شىء فنكون قد ادينا عذرنا امام الله يوم ان نلقاه

.. ..فارى ان اجتهادى الان التى سأكتبها ربما ليست بالجديده فى متنها ..ولكن سأحاول ان نجعلها جديده فى روحها ....والان وبعد هذه العقود من التجارب المريره فى طريق القضيه الفلسطينيه ووالاجتهادات النافعه منها والغير ذلك وبغض النظر عن كلاهما .. اعتقد اولاً ان ما يجب ان يكون حقٌ للتجديد هو (انفسنا ) فإن ميداننا الاول هو انفسنا كما قال امامنا رحمه الله . .. فقد ُقتلت بحثاً مواقفنا الاخرى وافكارنا وخطواتنا المكرره واعتقد ان من يستحق التغير هو انفسنا اولاً ..ولكن لنحاول ان نعيد نبض ما تبقى من هذه الافكار بشكل تحويه الروح والنيه الصادقه ــ المنقاه لله ــ اكثر مما تحويه الكتابه والمقال

.. ونذكر .. حين حملت الحركات الاسلاميه هم هذه القضيه منذ نشأتها ... وعلى رأسهم جماعه الاخوان المسلمين والتى لا تزال صاحبه النصيب الاكبر فى نصره المسجد الاقصى ..كان لها من الدور بمكان لا يمكن لاحد اهماله ولا اهمال الافكار التى اتت بها الجماعه او افرادها .. وانطلاقاً من قوله تعالى" فاعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل".. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وانفسكم والسنتكم" .. فجهزوا المجاهدين و المتطوعين وارسلوهم الى هناك وشارك العلماء مع العمال فى جهادهم سواءً بسواء ...وتم جمع الاموال من فقراء الشعب واغنياءه ..اصدروا المجلات والصحف ووزعوا النشرات والاوراق وتكلموا على المنابر وفى المقاهى جمعوا الناس المتعاطفين معهم من الازقه والشوارع اعلنوها ثوره على انفسهم اولاً وعلى الظلم والغزو الثقافى والعسكرى ثانياً .. وكانت نعم الروح هى فقد اتت بثمارها بغض النظر عن نتائجها المؤقته نسبياً التى ليست ورائها إلا من خان وباع دينه وارضه .

. ورحم الله استاذنا البنا فكان من اخيار الرجال فدفع حياته بعدها وكانت من اسباب اغتياله دوره البارز فى جهاد اليهود ونصره الاقصى وجهاده فى وجه الظالمين واعداء الوطن والدين ... وباقى قصص جهاد الاخوان قولا وعملا معروفه للجميع لا تخفى على احد ولا ينكرها الا جاهل او جاحد ..

اما اذا اسقطنا قضيه فلسطين الان على ارض الواقع .. فنجد صعوبه للجهاد بالصنف الاول وهو النفس ــ وإلى ان يقضى الله امره ــ..ارى ان اخواننا هناك يؤدون دورهم فى جهادهم كما لو ان ملا ئكه السماء ُمنزله عليهم ولكن دورنا هنا هو باقى نوعى الجهاد "المال واللسان".. ولا أرى عذراً فى التقصير هنا فقد عافانا الله من الحروب والجهاد بذل حكامنا العرب .. ولكن لا عذر اليوم .. .. فكلنا قادر على التبرع ولو بقليله وكلنا مستغنى لو بقميص عنده او بنطال وكلنا ا يتكلم فى التوافه من الكلام يميناً وشمالاً فالنجعلها مره لله ولمقدساتها نحقق به جهاد القول بحقه ..

. فعندما ضُربت غزه وجاءت اسرائل بعاليها سافلها .. نتبرع ونجمع من الاموال والاطعمه والاملابس مالا حصر له .. وقبل انهاء الحرب و بعده ايام منها ـوكأننا اعتدنا عليها واصبحت امراً واقعنا".. فترت الهمم .. وقل النشاط .. وكأن القصف على اركان فلسطين اصبح لا يُسمع وكأن من اصواته المدويه اول يومين له ُصُمت به اذاننا .. ومن كثره صور الدماء "تبلدت منها مشاعرنا واحاسيسنا".. ونستجدى القليل من الاخوه "اصحاب الدعوه" قبل الاخرين مالاً !! ونستجدى منهم وقفه او مسيره !!...

اما بالنسبه الجهاد القولى لا تراه الا فى ايام الازمات وفقط ـ إلا ما رحم ربى ـ فلا ترى من يدون او يكتب عن حريق المسجد الاقصى إلا فى ذكراه ..ولا عن احتلال المسجد الا فى "حدث فى مثل هذا اليوم ".. ولا عن احتلال فلسطين والحفريات والتهويد إلا" بفيلماً وثائقياً عن النكبه وما يتبعها " .. وكأن القضيه اصبحت كالمواسم "عيد اضحى او فطر مثلاً".. لا نذكرها الا من العام للعام .. وإذا ذكرناها لا نذكرها إلا بكاءً وتصديه ..

وأتساءل الأن عن كافه الوسائل والافعال التى كنا ننفذها سواء على المستوى الشخصى او المجتمعى او على مستوى المؤسسات الدينيه والسياسيه والوطنيه كماأتسائل عن روح جهاد استاذنا البنا ايام حرب الثمانيه واربعين .. ماذا حل بهممنا وبماذا ُمنيت عزائمنا !! .. هل أصبحنا لا نتحرك إالا بتوصيات من مسؤلينا او لا نتفاعل الا مع قرارات من رؤس الاعمال الدينيه والوطنيه والسياسيه .. اظن ان ايجابيه الاخ المسلم فى ورطه كبيره كما اظن انها سلبيته هى من أدت الى التراجع الآف الكيلو مترات الى الخلف ... اتعجب صراحه ممن يقولون "يا ليته يُهدم علشان هنشوف هنعمل ايه ؟" . .. اتعجب من قول هذا .. واتمنى ان يكون قائلها يقصد بها التشبيه وليس حقيقه التمنى .. فهل ننتظر حتى يهدم .. اليك بما اشبه من ذلك .. فقد حرق المسجد وحرق منبر صلاح الدين . فماذا فعلوا ايامها وماذا نفعل حالياً استغلالاً لهذه القضيه وماذا تفعل انت ؟ لاشىء سوى التأسى والحسره وقول يا ليته ....!!.. ولست مع من يقول نخترق الحدود وندخل !! اعتقد بسذاجه هذا التفكير ولن أعلق عليه اكثر من هذا ..ولا اقصد هنا الانتقاص من احد اطلاقاً بل فالنحكم عقولونا برهه فيما نتحدث به ....اما بالنسبه للمؤتمرات "التى وولأسف لا يتعدى صداها الاذان ".وقليلا ما ُتسمع القلوب ....فاتذكر منذ عده اشهر ببعض التوصيات التى خرج بها مؤتمر القوى الوطنيه والسياسيه ومنها على ايجاز .

.
. 1 .التحرك والضغط الفعال بالرأى العام والوسائل السلمية على الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لكى تقوم بدورها ومسئوليتها لوقف هذه الكارثة، والتأكيد على أن القدس والمسجد الأقصى مسئولية كل العرب والمسلمين ولا يجوز أن تكون محلا للتفاوض
.
2. تحرك المنظمات الدولية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدنى لوقف المخططات الصهيونية، ونزع فتيل محاولات الصهاينة لإشعال حرب عالمية كما فعلوا قبل ذلك فى التاريخ .

3 .ضرورة قطع العلاقات مع العدو الصهيونى سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وما يقتضيه ذلك من طرد سفرائه ووقف أعمال التطبيع معه، وتفعيل المقاطعة بكافة أشكالها

4. إلغاء الاتفاقيات التى أبرمت للسلام المزعوم بين الصهاينة وبعض الدول العربية والإسلامية وإعلان كل المخالفات التى تقع الآن ضد هذه الاتفاقيات المزعومة .

5. دعوة البرلمانيين فى مصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية بما فى ذلك فلسطين لأن يكون لهم دور فاعل فى التصدى لمخططات الصهاينة لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، وتفعيل لجنة القدس.

6.الدعوة المستمرة إلى تكرار مثل هذه الوقفات الغاضبة ضد الصهاينة كواجب أخلاقى وإنسانى ووطنى وشرعى وقومى

..ارى فى هذه التوصيات خيراً وان كان به نقص فللأسف دون تحرك فعال منا ومن كوادر الحركات الاسلاميه والوطنيه والسياسيه وغيرها فلن تبدى نفعاً فأنا غير مقنع بإصدار توصيات ثم من اصدرها يتخلى عنها مع اول ضغط امنى او اول انشغال بأخرى وايضأ دون ايجابيه متيقظه من متلقى التوصيات فلن يكون لها فائده .. ثم اتعجب من يخاطب النخب العربيه !!.. هل نحن لا نتعلم من اخطائنا؟! ام ما زلنا نستجدى حقوقنا لهذه الدرجه من المهانه ؟! .. فأرى كلما استنجدنا بهؤلاء الشرذمه الفاسده من خراف الحكام العرب زادونا وبالاً وعنتا. فمنذ متى وهم يفعلون شيئاً ؟! وفى اوسلو ومدريد وكامب ديفد وغيرها العبره "لمن اراد ان يذكر ".او من اراد ان يسمع ويفهم .

. فارى تلخيصاً ان من الواجب الاول هنا ُملقى على عاتق الفرد المسلم بالمقام الاول ـ ولا يغنى طبعاً عن الواجبات المشتركه بشكل عام ـ .ولكن هى ميداننا الاول . فالنربى انفسنا على الإيمان.. فالنربى انفسنا على حب اوطاننا "فهى انطلاقه حب باقى ربوعنا الاسلاميه" .. . فالنربى انفسنا على الاعتزاز بكرامتنا وكرامه ديننا ومقدساتنا . .. فالنذكر من نسى ونيقظ من نام فالنلغى سلبياتنا وُنفعل ما بنا من ايجابيات .. فالنقاطع اعدائنا وبضائعهم فكم نسينا هذا وتساهلنا فيه .. فالننشرها للعالم كله .فالنكتب ونكتب ونكتب كتابه تصدقها قلوبنا وعقولنا ..كتابه يصدقها عمل لا ثرثره وملىء صفحات .. .. فالنجعل القدس كأعراضنا لا نقبل عليها كلمه ولا نقبل عليها ذل ودنس.. فالنملىء انفسنا بروح قضيتنا فالنطالع ولنقرأ ونبحث ونتعلم .. فالننشر ما عرفناه وتعلمناه بين اخواننا واهلونا وبين جيراننا واصدقائنا كلاً من بيته ومصنعه وشركته لا نكل ولا نمل .. فالنحاور ونناقش فالنأتى لهم بالحجج والبراهين على تقصيرنا وواجباتنا .فالنزيل الشبهات حول القضيه ــالتى وللأسف من وضعها عملاء المسلمين من خراف حكامنا"ـــ فالنملىء شوارعنا ومناطقنا بكل ما يجعل القدس فى قلوبنا .. فالنوزع الكتيبات والمطويات والكتب فالننشر الوعى .. فالندعوا لنشر القضيه من خلال وسائلنا الاعلاميه "تدوين .. مقالات ..الخ ... " .. وفى الحراك الاخير بإيران عبره لمن ينكر اهميه وسائل النشر والاعلام الالكترونيه والمختلفه .. فالندعوا لعقد مؤتمرات شعبييه وجماهريه ووطنيه تخاطب الشعب لا حكامه "فقد مات حكامنا منذ زمن ودفنوا على مقاعد ملكهم ورئاستهم ".. فالنصل بأنفسنا وبالناس من حولنا لإعطاء الغالى والنفيس لعقيدتهم ودينهم وقدسهم ..

فالنربى انفسنا واولادنا على واقع القدس قبل ان نربيهم على ذكراه .. واخيراً ( فالنعمل على ان تكون القدس عقيده لا ان تكون مدينه )...

اسف على الاطاله فالموضوع يستحق ذلك .. واختم بكل الشكر والتقدير للدكتوره ولاء رزق "عاشقه الاقصى "..فهى من ايقظت عندى هذا بكتابتها الى اظنها عند الله خالصه لوجه .. وأبيت أن اضع عنواناً لمقالتى إلا وعنوان مقالتها يرافقها .. اشكرك مره ثانيه اختى فى الله

وجزاكى الله خيراً

ليست هناك تعليقات: