الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

أريد حسنه

كنت فى يوم ما أقف امام بائع الخضار لاشترى منه ليمونا وبعد ان قمت بوضع اليمون فى الكفة وقلت لة :اريد نصف كيلو فوضع الليمون فى كفة والمكيال فى كفة ,فأذا بكفة االمكيال ما زالت راجحه فاتى بليمونه صغيره فوضعها ؛فأذا بكفة الليمون ترجح كفة المكيال ..!

فتوقفت
ونظرت وتاملت فتذكرت امرا خطيرا كاد قلبى ان ينخلع قلت فى نفسى سبحان الله :ليمونة صغيره لا تساوى فى نظرى شيا هى التى كانت سببا فى رجحان كفة الليمون عن كفة المكيال.
سبحان الله

فتخيلت نفسى وقد وافانى الاجل :جاء الموت فجأه بدون مقدمات ,فتوقف عملى ,وادخلت قبرى ,وبقيت وحدى وليس معى شى سوى عملى ...
ثم نفخ فى الصورليبعث الله من فى القبور, فقمت وحد أنظر حولى لا اجد ابى ولا امى ولا اخى ولا اختى ولا خالى ولا عمى ولا حبيبى ولا صحبى ,كلهم فارقونى كلهم يقفون فى ذل وخوف مما ينظرون ,كل مشتغل بنفسة عن غيرة ,وقد اقتربت الشمس من الرؤس وتصبب العرق, وطال القيام والتضرع للخالق لله .واستشفعوا برسل الله أن يبدأ الحساب فى يوم كان مقدارة خمسين الف سنة.
أنشقت السماء , وتفجر الماء ,وبرق البصر ,وخسف القمر (وجاء ربك والملك صفا صفا ,وجىء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى )
يبدأ الحساب .,كل واحد ينادى عليه باسمة ليقف بين يدى الله ليكلمه ويشهد على ما فعلته يداه, وما مشته رجلاه ,وما سمعته اذناه ومانظرته عيناه وما تكلمت به شفتاه وما ملا بطنة وجنى فرجة ...نعم يكلمة الله ويقول له :
عبدى فعلت كذا وكذا فى يوم كذا وكذا...؟؟!!!
عبدى فعلت كذا وكذا فى يوم كذا وكذا...؟؟!!!

فيعرض عليه ذنوبه ومعاصيه التى كان يسر بها ويجهر بها ويفرح بها ويمرح ... كل ذنوبه صغيرها وكبيرها ,عظيمها وحقيرها ,يجد ذلك كله فى كياب (ومالى هذا الكتاب لا يغادر صغيره ولا كبيره الا احصاها)
فيجد اعمالا ما كان يبالى بها كتبت عليه وحوسب عليها حتى النظرة حتى الكلمة حتى اللمسة..!!
ثم تخيلت نفسى أمام ميزانى وقد وضعت اعمالى هنا حسناتى وهناك سيئاتى!!
فقلت لنفسى:ماهذه الاعمال التى عملتها لتوضع فىكفة الحسنات مقابل كل هذة السيئات التى أبارز الله عليها ليل نهار بلا استحياء ( اضاعة الصلاه واهمال الزكاة وعقوق الوالدين وغيبه ونميمه وشتم زلعن وسخريه واستهزاء غناء ولهو وتبرج تدخين وادمان مقابلات ومكالمات وحب حرام وووو......)


يغرقنى فى نعمه وانا اعصيه بها!!
"يا رب تب علينا وسامحنا ولا تقبض ارواحنا الا وانت راض عنا"


ثم تصورت نفسى اقف بين يدى ميزانى أرقب بعينى وبعقلى وبقلبى أعمالى وهى توزن لى أو على ..
توضع الحسنات فى كفة فترجح كفتها ,ثم توضع السيئات فى كفة فترجح كفتها .. توضع الصلاة فتوضع الغيبة والنميمه .توضع الزكاة أو الصيام فيوضع عقوق الوالدين والتبرج والحب الحرام وسماع الغناء..
والميزان يترنح امامى ,وقلبى يعلوا ويهبط مع الميزان ثم تخيلت نفسى وقد رجحت سيئاتى وبقيت لى حسنه واحدة ليثقل ميزانى فانجوا من النار وادخل الجنة (اريد حسنة)أنجوا بها من النار وغضب الله الجبار.. أبى اريد حسنة أمى أريد حسنة أخى أريد حسنة أختى اريدحسنة زوجى أريد حسنه ولدى أريد حسنه.

ولكن هيهات هيهات
لن يعطيك احد حسنة ولانصف حسنة فكل واحد مشغول بميزانه فلن يعطيك احد حسنه ولو كان اقرب واحب الناس اليك ولو كنت فعلت فى الدنيا كل ما يرضيه نعم سيفر منك الكل يقول: نفسى نفسى
(يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمرىء منهم يومئذ شأن يغنيه)
وعندها تتمنى(رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت) بال جدوى
وعندها تتحسر (ياليتنى قدمت لحياتى)
وقتها تقول (يا حسرتى على ما فرط فى جنب الله)
وقتها تقول(لو أن لى كره فاكون من المحسنين)
وعندها تندم يوم لا ينفع ندم.

هذا الذى يريد حسنه فكيف وبمن يريد حسنات؟؟!!.. كيف بمن لا يجد فى حياته غير السيئات؟؟!!


كيف بمن كان كل همه جمع المال أو تربيه العيال أوحفله أو فيلم أو أغنيه أومباراة أوقناةأوشاب أوملابس أوعطر أومكياج أو زينة أو سيجاره .

أعلم أخى ,واعلمى أختى لعلا عملا واحدا من هذه الاعمال ترجح كفة السيئات
نحن لا نقدر على النار ولا نطيق غضب الجبار
أخى أختى تذكروا (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره)
(ونضع الموازين القسط ليمم القيامة فلا تظلم نفس شيئا)
(فأما من ثقلت موازينة فهو فى عيشه راضية واما من خفت موازينه فأمه هاوية)

(الشهوه لحظة متعة ..تتبعها ساعات ندم... )

فحقا لا تستحق شاب ولا فتاة ولا أغنيه ولا فيلم ولا تستحق الدنيا كلها أن افرط فى رضا ربى غز وجل ,فالدنيا دار امتحان لنا لا بقاء فيها ولا تنعم دائم والاخره هى دار السعاده والنعيم لم ارضى الله ونهى النفس عن الهوى
فهيا بنا أخوانى وأخواتى نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ونزن أعمالنا قبل أن نوزن ونستعد للقاء الله عز وجل
هيا بنا نجعل همنا طاعه ربنا ونعاهد ربنا ان نشغل انفسنا بما يرضيه عنا ونعلم أن من عاش على شىء مات عليه ومن مات على شىء بعث عليه .
هيا بنا نجعل حياتنا كلها لله ولانحقر من المعروف شيئا (فرب شربه لعطشان أو تمره لجوعان أومسحة على رأس يتيم أوقرش انفقته أويوم صمته أو أذى فى الطريق أذلته أوتسبيحة سبحتها أو صلاة صليتها أونصيحة أديتها أوكلمة طيبة قلتها أو أبتسامة أظهرتها أوتسليمة سلمتها أو دعوة دعوتها أو معصية من أجل الله وحبا لرسوله تركتها...)
لعل واحده من هذه الاعمال تثقل الميزان وترضى الرحمن فتدخلنا الجنه وتبعدنا عن النار
فهيا نعمل ولانضع لحظة من عمرك فنندم عليها يوم القبامه ::فالموت يأتا بغتة والقبر صندوق العمل

ولدتك أمك يا أبن أدم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم أن تكون اذا بكوا فى يوم موتك ضاحكا مسرورا

هناك 6 تعليقات:

جمال يقول...

جزاك الله خيرا يا اخى الحبيب محمد
بارك الله فيك وجعل الله هذه الاعمال فى ميزان حسناتك
ونسأل الله أن يمن علينا برحمته وفضله
واسأل الله أن يغفر لنا ولك
ونرجو منك المزيد اخى
اخوك - حبيبك - والله انى احبك فى الله
جمال

غير معرف يقول...

thanks

غير معرف يقول...

بارك الله فيك اخى فى الله

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
بمناسبة اللي بيحصل في غزة كل واحد-صغير أو كبير يطلع من عديته عشرة حنيه لفلسطين واللي يزود يبقي جزاه الله خير

محمد الهيتمى يقول...

اكيد ان شاء الله

غير معرف يقول...

جزاك الله خير يا محمد
اسلوبك جميل جداااااااا
بس كنت خافي المواهب دي عننا ليه
انى أحبك في الله